كلنا يريد أن يغير العالم ، لكن هذا الأمل الجميل مرهون بقدرتنا الشخصية على تغيير أنفسنا ، وليس من المعقول أن نطالب الآخرين بالتغيير والإصلاح بينما نحن في عجز تام أو شبه تام عن تغيير أنفسنا ، يقول أحد الحكماء : ميدانكم الأول أنفسكم، فإن قدرتم عليها ، فأنتم على غيرها أقدر ، وإن عجزتم أمامها فأنتم عن غيرها أعجز .
السياسة هي فن الممكن، والخساسة فن المجرم ، السياسة كما يسميها أبو حنيفة هي أحسن ما قدرنا عليه، والخساسة هي "هبش " كل ما قدروا عليه ، السياسة الشرعية تعني عند الماوردي الشافعي والفراء الحنبلي: "القيام بواجب الخلافة عن النبوة في حفظ الدين وسياسة الدنيا"،
لكي يحقق الشيطان رسالته، ويصطحب الإنسان معه إلى شقاء الدنيا وعذاب الآخرة، فإن هناك أهدافاً محددة يريد الشيطان أن يدفع الإنسان إليها، أهمها ما يلي:
امتحانات الدنيا مكاسبها وخسارتها محدودة، أما امتحانات الآخرة فمكاسبها فوز عظيم والرسوب فيها خسران مبين، امتحانات الدنيا يسبقها كتب وأساتذة ومحاضرات، وأبحاث وواجبات، وامتحانات الآخرة يسبقها رسل ووحي ونفس وعقل وهوى وإغراءات وابتلاءات، امتحانات الدنيا لا تعرف معالمها سلفا فتقوم على التخمين و"التنشين" والاحتياطات،
حقوق النشر © 1401 رسالة الإصلاح. جميع حقوق الموقع محفوظة. التصميم والتطوير لشركة روبال للبرمجة